خلال فترة الحمل، يتعرض جسم المرأة للعديد من التغييرات التي لا تؤثر فقط على صحتها الجسدية والعاطفية، بل يمكن أن تساعد أيضًا في تطور بعض الأمراض. في حين أن بعض النساء تمر بهذه المرحلة دون مضاعفات، فإن أخريات قد يواجهن ظروفًا يمكن أن تضر بصحتهن وصحة الطفل.
بين الأمراض الأكثر شيوعا وخطورة خلال فترة الحمل، تبرز تلك التي يمكن أن يكون لها تأثير على كل من الأم ونمو الجنين. على الرغم من أن بعضها يكون نتاجًا لعوامل وراثية أو مناعية، إلا أن البعض الآخر ينشأ من عدوى موجودة مسبقًا أو مشاكل تتفاقم خلال هذه الفترة. لضمان الحمل الآمن، من الضروري فهم المخاطر المرتبطة بهذه الأمراض وإدارتها بشكل مناسب.
أهم الأمراض الخطيرة أثناء الحمل
بعض الأمراض التي قد تنشأ أو تتفاقم أثناء الحمل تؤثر بشكل مباشر على الأم أو الطفل أو كليهما. وفيما يلي نستكشف أهمها:
داء المقوسات
La داء المقوسات وهي عدوى يسببها الطفيلي التوكسوبلازماوالتي يمكن الإصابة بها عن طريق تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو عن طريق الاتصال المباشر ببراز القطط المصابة. بالنسبة للنساء الحوامل، يمكن أن تكون هذه العدوى خطيرة بشكل خاص، لأنه إذا أصيبت بها لأول مرة أثناء الحمل، يمكن للطفيل عبور المشيمة ويؤثر على الطفل، مما يسبب تشوهات أو أضرار عصبية أو حتى وفاة الجنين.
أفضل طريقة للوقاية من داء المقوسات هي تجنب تناول اللحوم غير المطبوخة جيدا ومنتجات الألبان غير المبسترة، فضلا عن اتخاذ تدابير صحية عند التعامل مع الحيوانات.
تسمم الحمل
La تسمم الحمل وهي حالة تتطور عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل. ويتميز بزيادة في ضغط الدم ووجود البروتين في البول (بروتينية). يمكن أن يؤثر هذا المرض بشكل خطير على الأم، مما يتسبب في تلف أعضاء مثل الكلى والكبد، والطفل، لأنه يمكن أن يحد من تدفق الأكسجين والمواد المغذية عبر المشيمة.
إذا تركت دون علاج، يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة يمكن أن تسبب النوبات، والغيبوبة، وحتى الموت. تشمل عوامل الخطر التاريخ العائلي لتسمم الحمل، والحمل المتعدد، وارتفاع ضغط الدم السابق، والسمنة.
ارتفاع ضغط الدم الحملي
La ارتفاع ضغط الدم الحملي هو الارتفاع في ضغط الدم الذي يحدث أثناء الحمل دون وجود البروتين في البول (على عكس تسمم الحمل). يتم تشخيصه عادة بعد 20 أسبوعًا من الحمل ويختفي بعد الولادة. على الرغم من أنه في معظم الحالات لا يسبب مضاعفات خطيرة، إلا أنه إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يتطور إلى تسمم الحمل أو يزيد من خطر الولادة المبكرة.
سكري الحمل
سكري الحمل ويحدث عندما لا ينتج جسم المرأة ما يكفي من الأنسولين أثناء الحمل، مما يسبب زيادة في مستويات السكر في الدم. يؤثر هذا النوع من مرض السكري على ما بين 2% إلى 10% من النساء الحوامل ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل ارتفاع الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 في المستقبل لكل من الأم والطفل
الأمراض المنقولة جنسياً (STIs)
ال الالتهابات المنقولة جنسيا (STIs) يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة أثناء الحمل. يمكن أن تنتقل أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو الزهري أو الكلاميديا أو الهربس من الأم إلى الجنين، خاصة أثناء الولادة. يمكن أن تسبب هذه العدوى تشوهات الجنين، أو الولادة المبكرة، أو التهابات حادة عند الأطفال حديثي الولادة.
المجموعة ب العقدية
El بكتيريا المجموعة ب وهي بكتيريا يمكن العثور عليها في مهبل المرأة أو مستقيمها. على الرغم من أنه لا يسبب عادة أعراضًا عند البالغين، إلا أنه يمكن أن يكون مميتًا للطفل إذا أصيب به أثناء الولادة. تشمل المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال حديثي الولادة الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا أو الإنتان، لذا يعد إجراء اختبار ما قبل الولادة ضروريًا.
عنق الرحم غير كفء
El عنق الرحم غير كفءيشير مصطلح عنق الرحم غير الكفء، المعروف أيضًا باسم عنق الرحم غير الكفء، إلى التوسع المبكر لعنق الرحم دون حدوث انقباضات. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة أو حتى الإجهاض إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب. قد تحتاج النساء اللاتي لديهن تاريخ من هذه الحالة إلى عمليات جراحية وقائية لتجنب المضاعفات.
المضاعفات الشائعة الأخرى أثناء الحمل
بالإضافة إلى الأمراض المذكورة، هناك حالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الحمل وتعرض الأم والطفل للخطر:
الالتهابات الفيروسية
التهابات مثل الحصبة الالمانية أو الفيروس المضخم للخلايا (CMV) خطيرة بشكل خاص إذا تم التقاطها أثناء الحمل، لأنها يمكن أن تسبب تشوهات خلقية خطيرة، وفقدان السمع والبصر، والتخلف العقلي، وحتى الإجهاض أو وفاة الجنين داخل الرحم.
الأنيميا
فقر الدم بسبب نقص الحديد وهو من الحالات الشائعة الأخرى أثناء الحمل. يمكن أن يسبب نقص الحديد في الدم الضعف والتعب ومضاعفات في نمو الطفل، مثل انخفاض الوزن عند الولادة أو الولادة المبكرة. ومن الضروري تناول مكملات الحديد تحت إشراف طبي والحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بهذا المعدن.
الاكتئاب والقلق
الصحة النفسية ويمكن أن تتأثر أيضًا خلال هذه المرحلة. الاكتئاب والقلق من الاضطرابات التي تصيب ما يصل إلى 7% من النساء الحوامل ويمكن أن يكون له تداعيات على كل من الأم والجنين. ومن المهم أن تتلقى المرأة الدعم النفسي والعلاج الطبي إذا لزم الأمر.
إن التحكم السليم في الحمل يمكن أن يمنع أو يعالج العديد من المضاعفات التي ذكرناها. تساعد الفحوصات المنتظمة مع طبيب أمراض النساء، والاختبارات التشخيصية، وفي بعض الحالات، التدخلات الطبية المناسبة على ضمان الحمل الأكثر أمانًا وصحة لكل من الأم والطفل.